الاثنين، 1 نوفمبر 2010

ما بين الرضا والرضا

هل الرضا يعني ان نقف موقف المتفرج أمام ما يحدث لنا، ونصر أن نرسم على محيانا ابتسامة بلهاء لا معنى لها، تجعلنا موسومين بالبهلاهة أمام أنفسنا وأمام الأخرين؟!... إذا كان هذا الرضا كما يقول به البعض فأنا أعلنها واضحة جليه أنني غير راضية... فشتان شتان بين الرضا والإستسلام، الرضا أن أتقبل ما أنا فيه، وأعمل على التكيف معه، وأرفض اليأس وأسعى في كل الطرق دون كلل أو ملل، وأعيش حياتي كما أرادها الله لعباده المؤمنين دون كلل أو ملل، أواجه الغرق بكل سلاح ممكن، وأصارع الموج حتى الرمق الأخير وأنا واثقة أن الله لم يفعل ذلك بي إلا لخير أراده حتى لو عجز نظري القاصر عن ادراكه، أبحث عن بصيص الضوء في كل ظلمة، ولا أترك نفسي للموج يتقاذفها من كل جانب وأنتظر الموجة القاضية دون أن أحاول لها دفعا، ولكن كيف السبيل لذلك أمام المرض الذي يصر على التشبس بي والضعف الذي يتسلل إلأى قدمي وجعل صعبه، ماذا عساي أن أفعل وهل أملك إلا أن آخذ الدواء بإ،تظام وأنتظر؟!
لقد كان هذا التساؤل الصعب هو ما حاولت الإجابة عليه، ووجدتني لو اكتفيت بالإنتظار فكأنما انتظر الموت وأنا فاتحة له ذراعي، حقا هو مصيرنا جميعا، ولكني الآن في الدنيا لايمكن أن أعيش أيامي وأنا أنتظر الموت، فكلنا سنموت، ولكننا لابد أن نعيش لدنيانا كأننا نعيش أبدا كما نعمل لآخرتنا كأننا نموت غدا، لهذا قررت أن أبذل المزيد من الجهد في الدعاء والرقية لنفسي سائلة ربي الشفاء، وأ، أتبع نظاما غذائيا يبتعد عن الأطعمة التي أثبتت الأبحاث أن الخلايا السرطانية تتغذى عليها، كما بدأـ أسعى للحصول على لبن الإبل وبوله بإنتظام، وقررت ألا أجعل من قدمي التي تسير بصعوبة ذريعة للتخلي عن دروسي، فالحمد لله أن المشكلة في قدمي اليسرى، وأنا أقود السيارة باليمنى فالذهاب للدرس لن يكون صعبا.
هكذا عقدت الهمة من جديد، وقررت أن أغوص في بحر الرضا، واستمتع بحاتي، وأحول صراعي مع المرض لجولات أسأل الله أن يرزقني فيها النصر، وأن يجعل من قدمي التي تحملني بصعوبة إلى دروسي إثباتا لصدق نيتي في حفظ كتاب الله.
أما الضيق الذي قد يعتريني من وقت لآخر والخوف الذي قد يداعب شغاف قلبي، فاجعل منه زادا يزيدني إصرارا على المضي قدما فيما بدأته.
ربي لا تبتليني في عقلي واجعل قلبي حاضرا في طاعتك، وفؤادي عامرا بالإيمان حتى آخر نفس في صدري، واجعل الرضا صديقى، فأن أعيش حياتي بلا أمل، وتمر ساعاتي بلا هدف هو في عيني الموت نفسه.