الجمعة، 4 فبراير 2011

كيماوي الإنتفاضه

في بعض لحظات الحياة يتراجع الألم الخاص ويتوارى خجلا أمام آلام أكبر، آلام لا يمكن للإنسان إلا أن ينحني أمامها إجلالا واكبارا، كيف لا وهو ألم بطعم العزه، ألم بحجم الإقدام، ألم لا يمكن إلا أن نحترمه ونقدره وندعو للمأسورين في براثنه بيوم خلاص يرفع الرأس ويعز الجبين.
هكذا مضت جرعتي الثانية للكيماوي متابعة لإنتفاضة مصر، لم يكن للجميع حديث إلاها، طغت أحداثها على نغمة الألم، إلى خيبة الأمل في نظام يتكشف كل يوم كذبه وخداعه، يتكشف كل يوم كيف أحسن الصهاينة تربيته، وأشربوه من مبادئهم ما يندى له الجبين.
كم أشعر بالمرارة التي يشعربها شباب مصر، لقد كشفت لهم الأيام السابقة انهم كانوا ضحية مؤامره كبيره، وأن كل شيء في مصر ذو قيمة إلا المصري الذي كان يخدع في منتصف الليل بالوعود الكاذبه ثم يقتل عند الفجر بدم بارد، لا ينتظر بزوغ الفجر ليرى من يقتله.
لقد كان يوم أمس يوم الدموع الكبير التي انهمرت والدعوات التي رفعت والأقنعة التي انكشفت، وتحسرت النفوس على اناس يعشقون الكراسي أكثر من الكرامة والعزة والإباء ظانين بأن الله غافلا عما يفعل الظالموننه لا يعلمون ان الله يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وأفئدتهم هواء.
اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم من الجن والإنس، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر وسمع بهم واجعلهم عبرة لمن يعتبر، اللهم عوض الصامدين خيرا وانصرهم نصرا مؤزرا من عندك يا أرحم الراحمين يا ولي الصابرين، ولا تسلمهم لعدوهم وكن لهم سندا وناصرا يارب العالمين.