لماذا أدون؟

السرطان من الأمراض التي وضعت حولها هالة من الرعب الشديد، شعرت بها حين خبرته لأول مرة ولكن مع العشرة معه بدأت تتضح أمامي حقائق كانت غائبة عني، وأتعلم أمورا لم أكن أعرفها، لقد كان عالما في ذاته ورغم كون الدخول إليه لا يمكن أن يختاره الإنسان بإرادته، ولا يمكن أن يخرج منه وقتما يشاء، إلا أن التجربة على صعوبتها كانت شديدة الثراء، شديدة الخصوصية شعرت معها بمعان جديده لم اعشها من قبل، وتغيرت معها حياتي بالكامل، ومررت بأحداث لم يكن عقلي مهما شطح به الخيال سيتصورحدوثها. لذا قررت أن أدونها عسى أن تكون معينا لإنسان في مثل ظروفي فتخفف عنه أو تأخذ بيده، لم أحاول خلالها الدخول في التفاصيل الطبية التي تختلف من حالة لأخرى قدر محاولتي الغوص في أعماقي كمريضه ورصد مخاوفي ومشاعري وآلامي حتى يعرف كل من يمر بتلك الظروف أن الخوف حق والترقب حق، ولكن الإستسلام لهذه المشاعر هو ما يجب أن يحاول التغلب عليه بكل ما أوتي من قوة مستعينا بالله وحده، فمن توكل على الله فهو حسبه.