الثلاثاء، 10 مايو 2011

سر أروما

يحوم طيفها حولي منذ اسابيع، تقفز التساؤلات لذهني حول ذلك السر الذي حملته في جنباتها فكتب لها من التيسيير وحسن الخاتمة ما تعجب منه جميع من عرفها، وأخبر بقصتها، وجميع من سمع عنها، تعددت التفسيرات، والقيت التأويلات لكنه ظل مكنونا بداخلها خبيئة بينها وبين رب عرف حالها وخبر مكنون نفسها فأدخلها في مصاف الذين اسلموا لله وانشرح صدرهم للحق وقبضت ولم تركع لله ركعة.
اروما الفلبينية ابنة الأحد وخمسين ربيعا, واحدة من مئات الآلف من ابناء هذه الجالية الذين يملئون ربوع الكويت كغيرهم، جاءت طلبا للرزق،انغمست في العمل حتى النخاع، ولكن مؤخرا بدأت تداهمها الآلام، واكتشفت اصابتها بالسرطان، تتابعت الأحداث سراعا، فقدت العمل، ثم لم يعد الحصول على العلاج متوفرا بسبب انتهاء اقامتها، تقطعت أمامها السبل كما ظنت، بدأت تبحث عن مخرج، شعرت بأن الجميع قد انفضوا من حولها، لكن ربها الذي خبر سرها وعلم من مكنون نفسها مالا يعلمه أحد كان بجانبها، بدأت الأمورتنفرج، سخر لها الله من يسر لها تعديل إقامتها فعادت لتلقي العلاج، وعاد شيء من الإستقرار لحياتها، وبدأت تستعد لإجراء جراحة عاجلة، لقد شعرت ان الدنيا لا يزال فيها خير، رغم معرفتها ان فترة توقف العلاج قد اثرت على صحتها وتراجعت حالتها.
تقول الداعية التي دعت اروما للإسلام" كان في وجهها شيءمختلف شجعني للتحدث معها لا أعرف ماهو ربما سكينة واطمئنان لم ارهم على وجوه كثير من المسلمين، فأعطيتها كتيبات عن الإسلام بلغتها، ففوجئت بأنها قد قرأتهم جميعا في اليوم التالي، ولما سألتها عن رأيها أبدت بعض التردد، فأمهلتها ثم مررت عليها بعد يومين لأفاجأ بها تبدي الرغبة في الإسلام، حاولت ان انهي اجراءات اشهارها للإسلام سريعا لكني لم انجح إلا في إحضار القاضي لتشهر أمامه الإسلام لتبدأ حالتها في التدهور سريها وتسلم الروح لبارئها وتدفن على الإسلام ولم تغير اسمها ولم تركع لربها ركعه"
فأي سر وأي قلب وأي خبيئة حملتيها بداخلك يا اروما جعل حسن الخاتمة التي يلعج العباد بطلبها تركض خلفك ركضا، اللهم ارحمها واجعلنا رفقائها في الجنة، وارزقنا حسن الخاتمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق