الاثنين، 18 أبريل 2011

روح تستغيث

عندما ينحدر القدرة على المقاومة وينحدر سلم الصحة إلى اسفل، وتشعر الروح التواقة ان هناك قوى تجذبها لأسفل رغما عنها لتنحدر معه وتعترف بالهزيمة وعدم القدرة على المقاومة، ولا تعرف فكاكا ولا مهربا،فهاهو الجسد المثقل بمكابدة الحياة تخور قواه تحت وطأة مرض كتبه الله عليه ليبتليه به،رضي ورضيت الروح التي يسكن هذا الجسد المنهك بما قدر الله له، وتلاحقت المحن وزادت وطأة المرض، وبدأ الجسد يرفع الرايات البيضاء رغما عنه مستسلما لضعف لا يملك منه فكاكا، فما عسى الروح ان تفعل أمام هذا الضعف الذي لم تعهد له سبيلا من قبل، ان الإستسلام ليس من طبعها، والإستكانة ليست من شيمها، ولكنها لا تملك أن تجبر جسدها المنهك الذي بدا يستسلم على ما لا يقدر ولا يستطيع، يالها من أوقات صعبه ان تشعر انك رهين محبس لا فكاك منه، اللهم أسألك الرضا بالقضاء، اللهم ان روحي حبيسة فعجل فرجها وأوجد لها مخرجا يرضيها عنك ولا تجعلها من القانطين الآيسين من رحمتك يا رحمن الدنيا والآخرة يارب العالمين، فأنا أمتك الضعيفة إليك لا تردني مع الخائبين وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين وارزقني الصبر على المحن ما ظهر منها وما بطن واجعلني على بلائك من الصابرين المحتسبين الفائزين بمعيتك والموفون أجورهم يوم القيامة بلا حساب ولا سابقة عذاب، اللهم ارحم ضعفي واسرافي في أمري وكن لي معينا وثبتني على الحق يارب العالمين. الهي يارب المستضعفين ان لم تعني فلا معين لي غيرك وان لم تثبتني فلا مثبت لي غيرك وان لم تهدني وتعصمنى من الزلل فلا مثبت ولا عاصم لي غيرك، ربي برحمتك استغيث فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك على رضا منك، اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، ربي ثبتني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك وأخرجني من هذه الدنيا وأنت عني راض غير غضبان، وأدخلني في رضا منك ورضوان. ربي أخوف الخوف في نفسي ان يجذب الجسد الفاني الروح التواقة التي ظلت تقاوم قدر طاقتها إلى مزالق الفناء والقنوط، اللهم استودعك اياها فاحفظها بما تحظ به ارواح المؤمنين الصالحين الراضين المتوكلين عليك يارب العالمين, اللهم استجب ولا تردني مع الخائبين،ىاللهم استجب اللهم استجب يا رحمان الدنيا والآخرة يارب العالمين فلا مجيب لي غيرك ولا معين لي سواك.

الجمعة، 1 أبريل 2011

يا مسكين لمن تشكو؟

ينقسم الناس أمام المحن والآلام والمشكلات مابين كتوم مترفع عن الشكوى، وشاك لايستطيع إلا ان ينثر الألم في كل مكان يحل فيه وكأنما لا يوجد في العالم من يعاني غيره.
ان الذين يطوون الصدور على آلامهم ترفعا عن الشكوى لمن لا يملك من أمر نفسه شيء، واشفاقا على من يحبون من ان يكون في شكواهم ما يصيبهم بالألم والهم فيؤثرون حبسها داخلهم غالبا ما ينفض عنهم الداعمون، بل قد ينتظرون منهم على الدوام ان يكونوا هم مصدر الدعم، ويتعجبون ان ابدوا تذمرا أو شكوى أو بدا عليهم شيء من الضعف، فلم يعتد منهم الآخرون على ذلك لم يألفوهم على هذه الشاكله.
أما من اعتاد أن يجعل من نفسه وصدره خزانة مشرعة الأبواب تتناثر منها الآلام والشكوى يمينا ويسارا تساندها دموعه المنهمره في ايصال رسائل طلب الدعم اللامحدود ممن حوله تنهار عادة امامهم اسلحة المحبين في التجاهل ولا يملكون إلا الإسراع بل والإلحاح في تقديم الدعم والمسانده بمناسبة ومن غير مناسبه غير منتظرين لدعوة أو متأخرين لثوان.رغم الشفقة التي أشعر بها أحيانا على أصحاب الصدور المغلقة على آلامها لما قد يقابلونه من قسوة المحيطين أو يعانونه من ضغط، ولكن ماذا عساهم ينتظرون من بشر لا يملك من أمر نفسه شيء، فما عند الله خير وأبقى، ألا يكفيهم انهم إذا احتسبوا هذا الكتمان عند الله تعالى وابتغاء مرضاته ينالون درجة المحتسبين المتوكلين الذين لا يرضون بغير الله سندا وملجئا، فمن أحن على المخلوق من خالقه يبث بين يديه شكواه ويسكب أمامه عبراته دون خوف أو خجل لعلهم ينالون بذلك منزلة الصابرين الفائزين بمعية الله، ويكونون من الذين يوفون أجرهم يوم القيامة بغير حساب ولا شك أنها منزلة تستحق أن يتحمل الإنسان من أجلها انفضاض الداعمين، وقسوة المحيطين ويالها من ضريبة بسيطه أمام ثواب جزيل.
أما أصحاب الآلام المشرعة فعادة ما يثيرون الشفقة لإعتيادهم نيل الراحة أكتاف الأخرين، فإذا غابت هذه الأكتاف اسودت الدنيا امامهم وغابت شمسها وعاشوا في ظلام لا يملكون منه فكاكا"فمن غير الله يأتيكم بضياء"
ما أجمل ركعتين في خلوة يسجد فيها العبد بين يدي ربه مرددا دعاء الرسول يوم الثقيفة في الطائف شاكيا لخالقه ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس طالبا منه الدعم فهو ربه ورب المستضعفين مستعيذا من ان يكون ما به من كرب وضيق بسبب غضب ربه وسخطه عليه، طالبا منه العافيه، ساكبا العبرات، فمع تمام هاتين الركعتين سيشعر القلب أنه قد أزال عن كاهله كل الهموم، وتسكن نفسه وكأنها غسلت بالماء والثلج والبرد.