الجمعة، 1 أبريل 2011

يا مسكين لمن تشكو؟

ينقسم الناس أمام المحن والآلام والمشكلات مابين كتوم مترفع عن الشكوى، وشاك لايستطيع إلا ان ينثر الألم في كل مكان يحل فيه وكأنما لا يوجد في العالم من يعاني غيره.
ان الذين يطوون الصدور على آلامهم ترفعا عن الشكوى لمن لا يملك من أمر نفسه شيء، واشفاقا على من يحبون من ان يكون في شكواهم ما يصيبهم بالألم والهم فيؤثرون حبسها داخلهم غالبا ما ينفض عنهم الداعمون، بل قد ينتظرون منهم على الدوام ان يكونوا هم مصدر الدعم، ويتعجبون ان ابدوا تذمرا أو شكوى أو بدا عليهم شيء من الضعف، فلم يعتد منهم الآخرون على ذلك لم يألفوهم على هذه الشاكله.
أما من اعتاد أن يجعل من نفسه وصدره خزانة مشرعة الأبواب تتناثر منها الآلام والشكوى يمينا ويسارا تساندها دموعه المنهمره في ايصال رسائل طلب الدعم اللامحدود ممن حوله تنهار عادة امامهم اسلحة المحبين في التجاهل ولا يملكون إلا الإسراع بل والإلحاح في تقديم الدعم والمسانده بمناسبة ومن غير مناسبه غير منتظرين لدعوة أو متأخرين لثوان.رغم الشفقة التي أشعر بها أحيانا على أصحاب الصدور المغلقة على آلامها لما قد يقابلونه من قسوة المحيطين أو يعانونه من ضغط، ولكن ماذا عساهم ينتظرون من بشر لا يملك من أمر نفسه شيء، فما عند الله خير وأبقى، ألا يكفيهم انهم إذا احتسبوا هذا الكتمان عند الله تعالى وابتغاء مرضاته ينالون درجة المحتسبين المتوكلين الذين لا يرضون بغير الله سندا وملجئا، فمن أحن على المخلوق من خالقه يبث بين يديه شكواه ويسكب أمامه عبراته دون خوف أو خجل لعلهم ينالون بذلك منزلة الصابرين الفائزين بمعية الله، ويكونون من الذين يوفون أجرهم يوم القيامة بغير حساب ولا شك أنها منزلة تستحق أن يتحمل الإنسان من أجلها انفضاض الداعمين، وقسوة المحيطين ويالها من ضريبة بسيطه أمام ثواب جزيل.
أما أصحاب الآلام المشرعة فعادة ما يثيرون الشفقة لإعتيادهم نيل الراحة أكتاف الأخرين، فإذا غابت هذه الأكتاف اسودت الدنيا امامهم وغابت شمسها وعاشوا في ظلام لا يملكون منه فكاكا"فمن غير الله يأتيكم بضياء"
ما أجمل ركعتين في خلوة يسجد فيها العبد بين يدي ربه مرددا دعاء الرسول يوم الثقيفة في الطائف شاكيا لخالقه ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس طالبا منه الدعم فهو ربه ورب المستضعفين مستعيذا من ان يكون ما به من كرب وضيق بسبب غضب ربه وسخطه عليه، طالبا منه العافيه، ساكبا العبرات، فمع تمام هاتين الركعتين سيشعر القلب أنه قد أزال عن كاهله كل الهموم، وتسكن نفسه وكأنها غسلت بالماء والثلج والبرد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق