هل تخيلت نفسك يوما مصابا بمرض خطير؟! هل جربت أن تستيقظ يوما فتجد نفسك مصابا بالسرطان؟! لا تظن أن ذلك احتمالا بعيد المنال، فمنذ عام بالتحديد وفي مثل هذه الأيام اكتشفت أنني مصابة بالسرطان.
لازلت أذكر تلك اللحظة كأنها الآن، لم استطع منع عبراتي من الإنطلاق خارج عيني، لم أكن أعرف لماذا أبكي، هل أنعي نفسي؟ أم شبابي المأسوف عليه؟ أم أبكي على أطفالي الذين لايتعدى أكبرهم الثانية عشرة؟! كيف لا وقد اقترن السرطان عندنا برحلة عذاب طويلة عادة ما تنتهي بالموت.
سيطرت علي في الأيام التي تلت هذا الخبر الصعب حالة من اليأس، ولكن بحكم طبيعتي العملية بدأت ارتب الأمور من حولي لتسير وكأنني غير موجودة، فكانت الخطوة الأولى إحضار أمي لتتحمل مسئولية الأطفال، وليعتادوا على وجودها، وبدأت بالفعل أنسحب من حياتهم، وأترك الزمام لأمي كمن يسلم الراية استعدادا للرحيل.
رغم صعوبة الموقف أورثني هذا الأمر احساسا كبيرا بالراحة، قد لا أكذب ولا أبالغ ان قات أنني بدأت أشعر أن في الموت بهذه الطريقة نعمة، فلدي فرصة لأرتب الأمور وأتابع ما سيكون علية الحال بعد رحيلي، لقد بدأ شعرت وقتها بصعوبة موت الفجأة، إنه بالفعل قاس على الجميع، فالميت لا يجد فرصة ليتوب ويسترجع ويصلح ما بينه وبين ربه، والأهل يجدون عزيزا عليهم مات دون أن يتخيلوا للحظة أنه سيرحل.
وهكذا أعددت الأمور وبدأت رحلتي الطويلة مع العلاج الذي استمر عام كامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق