السبت، 8 يناير 2011

رفيق دربي

منذ بدأت الرحلة وأنا اتعامل مع مرضي على انه أزمة طالت أم قصرت فإن مصيرها باذن الله إلى زوال، وأن الصبر يعقبه الفرج بإذن الله، ولكن وبكلمة صغيرة ألقاها الطبيب على مسامعي تحول الأمر من أزمه وتعدي إلى، مرض مزمن ملازم لي يحاول الأطباء جهدهم ليجعلوه تحت السيطره اما الشفاء التام فشيء بعيد المنال.
ترى كيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع السرطان كأنه ضغط أو سكر؟ هل هذا الأمر ممكن بالفعل؟ كانت الإجابة صعبه في بدايتها، ولكن بعد حديث صغير مع النفس وجدتني بالفعل كذلك منذ بدأت رحلتي، فلم اعش احساس العافيه منذ البداية إلا اربعة أشهر فقط، فما الجديد الذي قاله الطبيب؟! حقا أحيانا تكون الحقيقة التي نعرفها بداخلنا ولا نصرح بها صادمة في البدايه حين نسمعها على هيئة كلمات وعبارات صريحه، ولكننا لا نلبث ان نسلم بأننا من كان يتجاهلها، لذلك قررت أن أغير تعاملي مع الأمر، أن أكون أكثر هدوءا، وأن أتعلم أن اواجه الأمر منفرده فالموضوع لن يكون شهور وتمر، بل قد يمتد لسنوات ان كتب الله لي المزيد من العمر، ومنحنى المزيد من القوة للمقاومة.
هكذا انتهى كلام البشر، ولكن وعد الله حين قال "ادعوني استجب لكم" لا يتنهي أبدا ولا تغلق له باب، ومشيئته وحكمه نافذ فوق العباد، وآياته لا تنقطع في الآفاق من حولنا وفي انفسنا ومن احسن الظن في الله لا يخيب، لذلك لن أكل ولن أمل ربي من الدعاء فان لم تستجب لي فاجعله في ميزاني يوم الحساب.
ربي اشهدك اني احب ما قدرته لي ولا أضيق به فأنت من اخترته لي ولكن لا تجعله عائقا لي عن التواصل مع الحياة، وحسن العباده والإستزاده من الخير، والتواصل مع الناس والعباد، والأخذ بحظي من الدنيا، واعطاء من حولي حقهم بما يرضيك عني، وان تعينني أن استزيد من العلم وأعلمه، وأن يكون ألمي رفيقا شفيقا بي يحط عني الخطايا ويرفع درجاتي دون أن يعيقني عن الخير، ربي ان جعلته رفيقي فألنه لي، واكفني شره، فأنا به راضية طالما انت ارتضيته لي، ففيه الخير باذن الله، فيكفي ان رسولك الكريم نهى عن سب الحمى لأنها تذهب خطايا ابن آدم كما يذهب الكير خبث الحديد، فاجعل رفيق دربي لي كذلك واعني عليه ولا تجعلني لنعمتك من القانطين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق