كم ترددت قبل أن أكتب عنها، أمي ذلك اللسان الذي لم يكل من الدعاء لي بظهر الغيب، ولا من العطاء بلا حدود، ولا من اللهفة والترقب، كم كنت اتمنى لو لم أكن قد صارحتها بمرضي، ولم أكن قد سهلت لها ان تترك حياتها لتمضي الشهور بجواري وأنا مريضة ترعى ابنائي بدلا مني، وتشد من أزري، فقد كنت أشعر بالذنب أنني وأنا من يجب ان أرعاها وأرد لها الجميل وأبرها اكون أننا سبب ألمها وهمها، ولكن هل عن دعاء الأم بديل؟!!
كانت أشد اللحظات على نفسي تلك التي أرى فيها خوفك علي، وأرى الألم الذي تحاولين إخفاؤه عني في عينيك، لقد حاولت يا أمي أن أتماسك حتى لا أسبب لك المزيد من الألم، وأحمد ربي أن أعانني على ذلك.
لقد كان ولا زال دعائك أمي أكثر ما سعيت إليه وتمنيته، ورحمة أهداها الله لي في محنتي، كما كان وجودك بجواري بلسما يهدئ نفسي، ويشعرني بالطمأنينة على فلذاتي كبدي، فأرجو أن تغفري لي ما سببته وأسببه لك من ألم، وأسأل الله أن يرزقني لعافية لأكون لك عونا وأرعاك وأبرك قدر طاقتي يا حبي الأزلي.
وكانت البدايه
قبل 14 عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق