لا شيء أصعب على انسان صعد إلى الدور الثاني عشر على قدمية من أن يكتشف أنه قد وصل للمكان الخاطئ وأن عليه أن يعيد الكرة من جديد، ولا شيء أصعب على مريض السرطان من أن يكتشف أن المرض قد عاد للظهور وأن عليه أن يسير في طريق العلاج ثانية.
لقد عادت ذاكرت شهورا للوراء، تذكرت إحدى الزميلات التي جمعني القدر بها أثناء تلقي جرعات الكيماوي كنت أرى دموعها، فأتمنى لو أذهب أليها ناصحة إياها بالصبر، والإحتساب، فقد سبق لها الإصابة منذ سنوات بالمرض ومن الله عليها بالشفاء، وكنت أقول لنفسي يجب أن تكون أكثر قوة، ولكني اليوم بعد أن وجدت نفسي أعود للصراع مع المرض من جديد أقدر شعورها، إنه إحساس العارف الذي يعيش المصاعب للمرة الثانية، ويعيد صعود السلم الصعب من جديد، وتطارده أشباح المخاوف والآلام والتساؤلات الحيرى ثانية دون أن تعطيه الفرصة للراحة والتقاط الأنفاس.
لقد زف لي طبيبي البشرى بأن العلاج هذه المرة سيكون على شكل أقراص ولن يكون له نفس الآثار السيئة للعلاج الكيماوي، لقد بث هذا الخبر الكثير من البشر إلى نفسي، ولكن يظل السؤال، هل هذه الأقراص ستكون نهاية المطاف في رحلة العلاج أم أنها مجرد وسيلة لتأخير زحف جيش من المتاعب والالام قادم في الطريق لا محالة؟!
سيظل هذا السؤال بلا إجابة فالشفاء بيد الله سبحانه، هو القادر عليه، وكل ما يحدث مجرد محاولات لن يكتب لها النجاح إلا بإدراته سبحانه، أما اليوم فأنا بحمده أشعر بالعافية رغم كل ما بي من مرض لم يكشف عن وجهه القبيح بعد إلا من خلال التقارير الطبية، فليكن اليوم أفضل، ولنترك التفكير في الغد لخالقه ومدبر أمره فهو القادر على أن ينزل علي رحمة من عنده ويرفع البلاء، ولا يسعني إلا أن أردد دعاء نبي الله أيوب " ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"
وكانت البدايه
قبل 14 عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق